كيف نفرق بين الفعل اللازم والمتعدّي؟

ينقسم الفعل، الذي يعد الركيزة الأساسية للجملة الفعلية، باعتبار زمانه إلى ماضٍ ومضارع ًوأمر، وباعتبار معناه إلى متعدٍ ولازم. والاعتبار الثاني هو ما سأناقشه اليوم في مقالتي هذه.

جدول المحتويات:

  1. مقدمة
  2. أقسام الأفعال من حيث التعدّي واللزوم:
  3. كيف نفرق بين الفعل المتعدّي واللازم؟
  4. خاتمة

مقدمة

بادئ ذي بدء، تتكون الجملة الفعلية من فعل وفاعل ومفعول به، ونعلم أنه يمكن للجملة الفعلية أن لا تتكون من مفعول به. لذا، لكي يكون بإمكاننا التعرّف والتفريق بين الفعل اللازم والمتعدّي، يجب أن ننظر في الجملة الفعليه وما إذا كانت تحتوي على مفعول به أم لا، حينها سنستطيع تحديد ما إذا كان الفعل لازمًا (إن لم يكن بالجملة مفعولا به)، أو متعدٍّ (إذا وجِدَ المفعول به في الجملة).

أقسام الأفعال من حيث التعدّي واللزوم:

تنقسم الأفعال من حيث التعدّي واللزوم إلى:

أفعال متعدّية

والفعل المتعدّي هو الذي ينصب بنفسه مفعولاً به أو اثنين أو ثلاثة من غير أن يحتاج إلى مساعدة حرف جر أو غيره.

ولعلّ أولّ من عرّف المتعدّي هو ابن السرّاج (د.ت) بقوله: إنه الفعل الذي “يلاقي الشيء ويؤثر فيه”.1

وهناك تعريف آخر بـ”العلامة” لابن مالك أيضًا ذكره في ألفيّته، وذلك في قوله:

عَلَامَةُ الفِعْلِ الْمُعَدَّى أَنْ تَصِلْ                   (هَا) غَيْرِ مَصْدَرٍ بِهِ نَحْوُ (عَمِلْ)

فَانصِبْ بِهِ مَفْعُولَهُ إِنْ لَمْ يَنُبْ                   عَنْ فَاعِل نَحْوُ (تَدَبَّرْتُ الْكُتُبْ)2

إذًا، يأتي مع الفعل المتعدّي فاعل ومفعول به، ويأثر الفعل على المفعول به دون الفاعل.

وينقسم الفعل المتعدّي إلى ثلاثة أقسام:

  1. متعدٍّ إلى مفعول به واحد، وذلك مثل: كتب، وأخذ، وأكرم، وغفر.
  2. متعدٍّ إلى مفعولين، وينقسم إلى قسمين:
    • قسم ينصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر نحو قولنا: منحت المجتهد جائزةً، وأَلبست المجتهدة وسامًا.
    • ، والآخر ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر (والثاني ينقسم بدوره على قسمين: أفعال القلوب مثل: رأى، وعلم، ودرى، وظنَّ، وأفعال التحويل كـ: صيَّرَ، ورَدَّ، واتخذ ).
  3. متعدٍّ إلى ثلاثة مفاعيل مثل: أرى، ومضارعه يُرَي، وأعلمَ ومضارعه يُعلِمُ.

أفعال لازمة

الفعل اللازم هو الفعل الذي يكتفي برفع الفاعل، ولا ينصب مفعولاً به أو أكثر؛ وإنما ينصبه بمعونة حرف جر، أو غيره مما يؤدي إلى التعدية. على سبيل المثال قولنا: مررتُ بزيدٍ، و قامَ زيدٌ.

وعبّر عنه سيبويه بـ: “الفعل الذي لا يتعدى الفاعل إلى المفعول”

وقد كان للفعل اللازم نصيبًا من ألفيّة ابن مالك إذ قال فيه:

وَلَازِمُ غَيْرُ الْمُعَدَّى وَحُتِمْ             لُزُمُ أَفْعَالِ السَّجَايَا كـ (نَهِمْ)

إذًا، إن لم تحتوي الجملة الفعلية على مفعول به فالفعل بها لازم، وإن وجِد فيكون متعدٍّ.

أفعال مسموعة

وهي الأفعال التي تستعمل متعدية ولازمة في الوقت ذاته. كقولنا: شكرتُ للهِ  وهنا الفعل لازم، وقولنا شكرتُ اللهَ ويكون الفعل هنا متعدٍ. مثال آخر للأفعال المسموعة قولنا: نصحتُ للغافلِ (لازم)، ونصحتُ الغافلَ (متعدٍ).

أفعال لا توصف بتعدٍّ ولا لزوم

 الأفعال التي لا توصف بتعدٍ أو لزوم هي الأفعال الناسخة أو الناقصة نحو كان وأخوتها، فهي تدخل على الجملة الاسمية فترفع اسمها وتنصب خبرها.


كيف نفرق بين الفعل المتعدّي واللازم؟

يمكننا تمييز الفعل المتعدّي من الفعل اللازم من خلال معرفتنا بعلامات كلّ منهما. فمن علامات الفعل اللازم أنه:

  • يدل على أفعال السجايا، وهي أفعال دالة على الطبيعة والانفعال وما شباهه، نحو (حَسُنَ، وشِجُعَ، وجَبُنَ).
  • ويدل على لون، كــ(ابْيَضَّ، واصْفَرَّ).
  • و يدل على مطاوعة لفعل متعدٍ الى واحد نحو: كسرتُ الزجاج فانكَسرَ.
  • ويدل على وصفٍ غير لازم كـ: كَسُل، ونَشُط، وحَزُن)3

أما الفعل المتعدّي فيمكننا تمييزه من خلال:

إضافة الضمائر (ه- ك- ي- نا مفعولين) للفعل، فإن قَبِلَ الفعل إحدى هذه الضمائر فهو متعدٍّ . وذلك لانها إن اتصلت بالفعل، تكون مفعولًا به، إن لم يقبل الفعل هذه الضمائر فهو فعل لازم. على سبيل المثال:

رزقه الله- كرمك المعلم- أعجبني الكتاب- خلقنا الله.


خاتمة

وبذلك، نكون قد أوضحنا مفهوم الفعل المتعدّي واللازم، وبيّنا أقسامهما، وعلامات كلّ من الفعل اللازم والمتعدي، وكيفية التمييز بينهما. وآمل أن تكون هذه المقالة قد أفادتكم ولو بشكل بسيط في فهم الفرق بين الفعل اللازم والمتعدّي.


المصادر:

  1. مِن کتاب العين إلى معجم الأفعال المتعدية واللازمة في القرآن الکريم [بحث سيدرضا سليمان زاده نجفي] ↩︎
  2.  كتاب ألفية ابن مالك ↩︎
  3. أبنية الفعل بين التعدي واللزوم الفعل اللزام -انموذجًا- ↩︎

كُتب المقال ضمن تحدي رديف؛ تعرّف على رديف أكثر بالضغط هنا: أهلًا صديقنا المهتم/المهتمة بالاشتراك في رديف 👋

رأي واحد حول “كيف نفرق بين الفعل اللازم والمتعدّي؟

شاركني رأيك